هل ستقاطع إسبانيا كأس العالم 2026؟ بين الأخلاق والدبلوماسية والرياضة
في خضمّ التوترات السياسية الدائنة بسبب الصراع في غزة، برزت مؤخرًا تصريحات جدّلية من كبار المسؤولين في إسبانيا تُشير إلى احتمال مقاطعة المنتخب الإسباني لكأس العالم 2026 إذا تأهلت إسرائيل إلى البطولة. هذه الفكرة أثارت ردود فعل واسعة، سواء من محبي الرياضة أو مناصري حقوق الإنسان، وهي تعكس كيف غدت الأحداث الرياضية جزءًا لا يتجزأ من المشهد السياسي الدولي.
- • باتشي لوبيث، المتحدث باسم الحزب الاشتراكي في الكونغرس الإسباني، قال إنه “سيتم تقييم” الســيناريو في “الوقت المناسب” إذا ما تأهلت إسرائيل، مع التأكيد على أن الرياضة لا يجب أن تُستخدم لتبييض الصورة.• رئيس الوزراء بيدرو سانشيز وأعضاء آخرون في الحكومة دعوا إلى فرض مقاطعة رياضية أو منع مشاركة إسرائيل في الفعاليات الدولية، في إطار الضغط من أجل مساءلة سياسية.
- ما مدى واقعية هذا الاحتمال؟• من الناحية القانونية والرياضية، أطر عمل الفيفا واليويفا عادة تمنع التدخّل السياسي في شؤون الاتحادات الرياضية. أي قرار حكومي بمنع المنتخب الوطني من المشاركة نتيجة موقف سياسي قد يصطدم بهذه القوانين.• من الناحية العملية، فإن إسبانيا حتى الآن لم تتخذ قرارًا رسميًا نهائيًا؛ الأمر لا يزال قيد الدراسة والتقييم، حسب ما أعلن المتحدثون.• أيضًا، إسرائيل لم تُؤكِّد أنها ستكون في البطولة بعد؛ التأهيل لا يزال جارٍ في التصفيات.
- الدلالات السياسية والأخلاقية:• الموقف يعكس رغبة إسبانية في ربط الرياضة بالمساءلة الأخلاقية وحقوق الإنسان، خصوصًا في ظلّ اتهامات من منظمات دولية بأنّ بعض الأعمال في غزة قد تشكّل “جرائم حرب” أو “انتهاكات خطيرة” حسب بعض التقارير.• المقصود ليس فقط كرة القدم، بل أيضاً المشاركة في الفعاليات الثقافية، كما ظهر في قرار RTVE بعدم المشاركة في أوريفيزيون إن شاركت إسرائيل، وهو موقف رمزي ذو أثر كبير.
- ردود الفعل المحتملة:• من المحتمل أن تواجه إسبانيا نقدًا من جهات تقول بأنّ المقاطعة رياضيًا تضر باللاعبين والجمهور الرياضي، وقد تكون عقوبة غير مفيدة للأهداف المرجوة.• على الطرف الآخر، قد تحظى بخطوة داعمة من منظمات حقوق الإنسان، وربما يرى البعض أن الرياضة لا ينبغي أن تُفصل عن السياق السياسي إذا ما كان هناك انتهاك لحقوق أساسية.
حتى الآن، الموقف الرسمي الإسباني هو موقف “قيد الدراسة”، وليست هناك، حتى كتابة هذه السطور، أية تأكيدات بتنفيذ المقاطعة. لكن هذه التصريحات وحدها تُشكّل مؤشِّرًا مهمًا على أن الرياضة لم تعد معزولةً عن السياسة كما كان يعتقد البعض.
إنّما السؤال الأكبر: إلى أي مدى سيُقدم القرار على التضحية بفرصة المشاركة في أكبر حدث كروي عالمي؟ هل سينجح الضغط السياسي في تفعيل عقوبات رياضية؟ أم أن القوانين الداخلية والدولية للرياضة ستحول دون ذلك؟
في النهاية، الموضوع ليس فقط “هل ستذهب إسبانيا للمونديال؟” بل “ماذا يعني أن تضع القيم والمبادئ فوق شعار منتخبك الوطني؟”.
